بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 9 فبراير 2011

يابني اسرائيل


يابني اسرائيل
توجيه الخطاب إلى أمة اليهود ليس بدعا أو اجتهادا خاطئا من حيث المبدأ ، إنما هو اتباع لعدد وافر من آيات الله سبحانه وتعالى والتي استغرقت جزءا كبيرا من سورة البقرة وآيات عديدة في سورا أخرى ، بل إن القرآن الكريم أفرد سورة كاملة وجعل اسمها " بني إسرائيل " وهي نفسها المعروفة بسورة الإسراء ، ولعل هذا يشير إلى أهمية توجيه الخطاب إلى هذه الأمة أكثر من غيرها من الأمم لما لها من تأثير في مجرى التاريخ قديما وحديثا ، ولا يمكن إنكار ذلك فقد أرسل الله سبحانه وتعالى إلى بني إسرائيل عددا غفيرا من الأنبياء الكرام عليهم صلوات الله وسلامه لهدايتهم وتذكيرهم 0
وإذا ما تتبعنا الكتابات المعاصرة للمسلمين حول " بني إسرائيل " فمن النادر الحصول على عدد وافر منها يتخذ خطابا يتبع منهج القرآن الكريم أسلوبا ومضمونا ، فمعظم ما كتب وما يزال يغلب عليه صفة الهجوم والاتهام بالعدوان والإجرام ، ولعل الذين يمارسون هذا النوع من الكتابات إنما يحملهم على ذلك الواقع المرير الذي يتلظى بناره إخواننا الفلسطينيون داخل وخارج فلسطين الحبيبة بل ويذوق أذى اليهود كثيرون من العرب والعجم ، ولكن ورغم كل ذلك لابد من وقفة لمراجعة الكيفية التي يمكن مخاطبة أمة اليهود في الفترة الحالية من التاريخ المعاصر وما يتبعها من مستقبل الأيام لعل تغيرا مؤثرا يحدث في طريقة تعاملهم مع الآخرين فيتغير مجرى التاريخ 0
عند ما تحدث القرآن الكريم عن اليهود ووجه الخطاب إليهم مباشرة وفي مواقف عديدة فقد كان يذكرهم بالكم الهائل من النعم التي أنعم الله عليهم وكيف فضلهم على كثير من العالمين ، وكان يدعوهم دائما إلى الرجوع عن أساليبهم في المكر والخداع وتزوير الحقائق وظلم النفس والآخرين ، وكان يرغبهم أحيانا وينذرهم في أحايين كثيرة وهو في كل تلك الصور يريد منهم العودة إلى جادة الصواب والانخراط في المجتمع الإنساني الآمن بعيدا عن أذية عباد الله والإيقاع بهم 0
وإذا أردنا اليوم توجيه الخطاب مباشرة إلى اليهود ، فمن الضروري تذكيرهم بما أراد الله سبحانه وتعالى منهم في كيفية التعامل مع الرسالة المحمدية وأتباع هذا النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث 0
لعل قلوبهم إن توجهت لسماع الحق أن تلين فتستشعر مدى الأسى الذي أصاب العالم كله من تخطيطاتهم المفسدة للبشرية عموما والمسلمين على وجه الخصوص ، وعساهم يعيدوا حساباتهم ويدركوا الكيفية التي يجب عليهم التعامل من خلالها مع الأطراف الأخرى التي يعيشون معها والمجتمعات التي يريدون منها أن تتقبلهم وترضى بالعيش بجوارهم أو تسمح لهم على الأقل أن يكونوا من المنتمين إليها ، ولربما يضعوا استراتيجية جديدة تقوم على العدالة الحقيقية وعدم الاعتداء على الآخرين واغتصاب أراضيهم بقوة السلاح 0
ولكن هل من المتوقع أن يعود اليهودي إلى صوابه ويتعرف على أسباب بغض البشرية كلها له ولأمته ولو أظهرت له في مواقف عديدة غبطتها به أو سرورها بإقامة علاقات مودة معه ديبلوماسيا واقتصاديا وسياسيا ، وإذا بلغ اليأس ذروته لدى الكثيرين لكن هذا لا يمنع من مجرد المحاولة فمن المتوقع أن توجد آذان واعية وقلوب فيها ولو بقية من الإنسانية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة