بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 9 فبراير 2011

الحرية


     ليس من شعار يلفت انتباه الملايين،ويشد قلوبهم ،بل ويثير الأعصاب لديهم أكثر من كلمة الحرية، الحرية يتفق الجميع على ضرورتها للإنسان باعتبارها صنو الماء والهواء للحياة الإنسانية الحقيقية0
الحرية يستمتع بها الحيوان في غابته ،والطير السابح في أجواز الفضاء ،   ولو قدر لبعض هذه الحيوانات أن تكون حبيسة الأقفاص فإنها تضيق ذرعا وتنتظر اللحظة التي تفر إلى عالم الانطلاق ، فالتي تعيشمنها في بعض حدائق الحيوان مثلما هو موجود بمدينة "سان دياجوأو في حديقة حيوان "كانتري سفاريبكاليفورنيا لا ترضى عن الحرية بديلا،رغم أنها في هاتين الحديقتين تسرح وتمرح في غابة من صنع الإنسان ، والمتفرجون يمرون بها وهي طليقة وهم محبوسون في سياراتهم 0
الحرية إذا كان الحيوان لا يستغني عنها ، فكم من البشر يشتاق لها، وكم منهم أساء إليها بسوء فعله معها أو ادعائها بطريقة لا تتناسب مع قيمتها كعنصر هام في حياة الإنسان 0
الحرية كم هي ضرورية فعلا ليشعر الإنسان بكرامته، ويرتقي بقدراته وإمكانياته فيصبح من المبدعين ، الحرية ما أجملها لو حصل عليها الإنسان دون تكرم أخيه عليه بها، فهي هبة الله لكل فرد من أفراد بني الإنسان بل لكل المخلوقات،وما أجمل تلك الكلمات التي يرددها التاريخ عبر صفحاته قالها ذلك الرجل الذي لو لم تنته النبوة لكان نبيا ،قالها الفاروق عمر رضي الله عنه:     متى استعبدتم الناس ،وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا00؟
الحرية كم من البشر يزعمها لنفسه،وكم منهم يتمناها لغيره،وكم منهم يمن بها على غيره 000؟
الحرية ليست شعارات تردد أو لوحات مزركشة تحلى بها وسائل الإعلام أو تضاء بها شوارع الحياة ،أو أغنيات يترنم بها فاقدو الوعي،  أو الهائمون في الأزقة المتعفنة والشوارع الملتوية00!
أتمنى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه كل واحد من بني البشر حرا كما أراده الله أن يكون ، وأن يأتي الوقت الذي تتضح فيه معالم هذه الحرية التي يدعيها الكثيرون ،وباسمها يفعلون كل شيء لا يمت إليها بصلة،  وهي تصرخ مكلومة من الظلم الذي يرتكبه الأدعياء ولا شك إنها بريئة مما يفعلون ، ترى هل سيأتي اليوم الذي يفهم البشر المعنى الحقيقي للحرية، وهل سيأتي اليوم الذي يأخذ كل واحد منهم حقه الذي قدره الله له منها  0
ماذا يقول التاريخ عن العرب في حياتهم قبل الإسلام هل شعروا ذات يوم بالحرية الحقيقية ألم يكونوا أتباعا لكبرائهم فأضلوهم السبيل ، وجاءهم الإسلام فاستنشقوا عبير الحرية الحقيقي وعرفوا قيمة الإنسانية ومكانة الإنسان التي أرادها الله خالقه له00!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة