بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 9 فبراير 2011

في مواجهة التطرف


في مواجهة التطرف
           في تصريحه لوكالة الأنباء السعودية والمنشور بجريدة المدينة يوم الجمعة          4/5/1418 هـ أوضح الدكتور أحمد بن محمد السالم أنه يجري الإعداد لصيغة نهائية لمشروع الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف في الدول العربية ، وأكد السالم أن الدول العربية تسعىللتصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف بكافة الأبعاد والاتجاهات سواء قانونية أو أمنية أو تربوية أوإعلامية أو اجتماعية أو غيرها 0
              هذا الاهتمام المركز وعلى أعلى المستويات بظاهرة الإرهاب يدل بكل تأكيد أهمية المواجهة القوية لتيار الشذوذ الفكري والعقدي و ما ارتبط به من سلوك معوج في التعامل مع كثير من المواقف أو الأشخاص أو المفاهيم وقد أكد غير واحد من كبار المسئولين في العالم العربي والدعاة والمفكرين على أن هذا الداء دخيل على العالم العربي وليس من أصول منهج الحياة الذي تنتسب إليه أمة العرب والإسلام 0
          وكما أن من الضروري محاربة هذا الانحراف وعلى كافة المستويات ،         فمن المهم جداتوسيع دائرة الرؤية بدرجة كبيرة لتشمل كل أنواع الانحراف المتلبسة بالدين والفكر والثقافة والفن ، فأي شذوذ مهما كانت درجته ونوعه ومهما ارتدى من أقنعة لا يمكن فصله عن بقية الأنواع فالنتائج هي نفسها ، والآثار هي نفسها ، وبالتالي لا يمكن الفصل أو التغاضي عن نوع دون آخر ، أو التركيز على صنف دون غيره فالانحراف هو الانحراف مهما كان شكله ومضمونه ومواجهته بنفس الدرجة من القوة ضرورة تحتمها مسئولية حماية الأجيال التي تتهددها أنماط الانحراف المتعددةوالمتجددة كل يوم0
          وإذا كانت مكافحة الانحراف المرتبط بالدين من أبرز الاهتمامات التي طغت على الساحةالعالمية عموما والعربية خصوصا ، فإن من الضروري توجيه الاهتمام وبنفس المستوى لمواجهة الانحرافات الأخرى التي باتت تشكل خطورة على الأجيال الحاضرة والقادمة من أبناء الأمة العربية والإسلامية ، ومهما تسترت هذه الأنماط من الانحراف فهي واضحة جدا في التلاعب بمشاعر وانتماء الأمة لتاريخها وقيمها ، وقد دأبت هذه الاتجاهات المنحرفة على اتخاذ كافة الأساليب التي تحاول اجتثاث أبناء الأمة من تاريخهم ، ومحاولة فصلهم عن المبادئ والقيم التي قامت الأمة من أجلها ،        ويتوجب على أفرادها المعاصرين والقادمين مواصلة المسيرة لتبقى الأمة متميزة وفعالة في مسيرة التاريخ البشري 0
         وإن أردنا ضرب أمثلة لأنواع الانحراف التي يجب اجتثاثها من المحيط العربي المعاصر لحماية أبنائنا وأحفادنا من مخاطرها فهي عديدة ، ولعل من أبرزها ما يشاهد وما يقدم خلال الأربعة والعشرين ساعة كل يوم مما تقدمه وسائل الإعلام الناطقة بالعربية المرئية و المسموعة و المقروءة ، بالطبع نحن لا نملك من أمر الوسائل الغربية شيئا ، لكننا نتحدث عن ما هو منطلق من عالمنا العربي أو المنتمي إليه أو الممول منه ،      ويبدو أنه لابد من التساؤل عما يعرض من تلك المنتجات للمشاهدين أو القراء أو المستمعين ، هل يخدم مصلحة إيجابية ويحقق أهداف تربوية راقية لجميع أفراد أمتنا العربية المسلمة وهل ما يعرض سيبني حضارة متفوقة تصل بالأمة إلى المريخ أو على الأقل إلىالقمر – كما يقولون - أو أن ما يقدم يحمي حصون الفضائل في كيان الأمة  ،  وينمي مساحة الرقي الحضاري فيها ، وهل هو لا ينتمي إلى ظاهرة الإرهاب والتطرف في شيء ، وإذا نظرنا بعيون واسعة هل سنتمكن من تبرير ما يقدم عبر وسائل الإعلام تلك ، وهل لديها حجة بأن ما تقدمه يساعد الأمة في عملية البناء العلمي والثقافي الحقيقية 00؟
       أظننا نتفق جميعا على أن من حق جميع أبناء الأمة العربية المسلمة العيش بسلام وأمان ، وهذا ما أكده الدكتور السالم ويؤكده قادة الأمة أجمعون ، وهي مسئولية يشترك في تحملها كل من ينتميإلى أمة العرب والإسلام ، ويتحمل النصيب الأكبر منها أصحاب النفوذ وصناع القرار وحماية أبناء الأمة من الانحرافات أيا كان نوعها هو جزء من تلك المسئولية ، فمادام الاهتمام منصبا على محاربة التطرف و الإرهاب فلتكن المحاربة شاملة وواسعة حتى نحمي حاضر الأمة ومستقبلها ، وفق الله كل المخلصين من أبناء أمتنا العربية الإسلامية إلى ما فيه خير البلاد والعباد وسدد خطاهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة