بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 15 مارس 2011

النظام الفلسطيني الذي يتعين تغييره أو إسقاطه



لا أدري لماذا يَرتعد البعض من عبارة فلسطينية تقول "إن المطلوب هو إسقاط نظام أوسلو"، أو حتى "تغيير نهج السلطة الفلسطينية".. ينتفض هؤلاء في وجهك كأنك ارتكبت جريمة، وبالمناسبة، بعضهم لن يكترث لو كان لك موقف يصل إلى حدود الخيانة لقضية شعبك أو حتى لو تبرعت بحقوق اللاجئين للعدو كما فعل ياسر عبد ربه مثلا، المهم أن لا تطالب بإسقاط نظام أوسلو، وأن لا تمس، لا من قريب أو من بعيد، قدسية سلطة رام الله العتيدة!

يخافون كلما هتف الشعب: "نريد اسقاط سلطة أوسلو"، واليوم يهرب البعض في السلطة العاجزة نحو شعار جديد يستأنسون به وهو "الشعب يريد إنهاء الانقسام" ونحن إذ لا نرى فيه ضرراً، لكنهم وجدوا في هذه الكلمة السحرية "الانقسام" ضلالتهم وضالتهم في آن، فهناك، في عالم الانقسام وشعاراته الكثيرة، يتساوى الجميع في الخطيئة والجريمة، وهي جريمة لم يرتكبها سوى نفر قليل من تجار القضية ومحترفي الصفقات الفاسدة. في عالم الانقسام تضييع الطاسة الفلسطينية. 

يحاول البعض إيهام الشعب الفلسطيني وتضليله بالقول له "إذا انهارت السلطة في رام الله فهذا سيعني نشوء حالة غير مسبوقة من الفوضى والحصار والانقسام والاقتتال والاحتلال، فوضى عارمة في كل فلسطين المحتلة والمنطقة والعالم، من يدري، قد تنهار البورصة في نيويورك أيضاً وتختل موازين الكون!

لا شيء من هذا سيحدث، لا شيء البتة. السلطة الفلسطينية ستسقط، ويصحو الشعب الفلسطيني في اليوم التالي وهو يشعر بالمزيد من الثقة والأمل والراحة، لأنه أكد لذاته أولا، وللعالم قدرته على تحقيق اختراق حقيقي في مجرى الصراع، وسيحتفي بإنجازه التاريخي لأنه أسقط سلطة العار واستعاد سلطة الشعب وتسييده على قضيته وقراره الوطني. وإن كان لا بد من سلطة فلسطينية، فلتكن سلطة للشعب ومنه، لا سلطة عليه وتعتاش على كتفيه. 

إن إسقاط سلطة أوسلو يعني استعادة الشعب الفلسطيني لمفاتيح قضيته وتحريرها من نفر لا يتعدى عشرات الأشخاص تسلقوا على جراحه وتقاسموا لحمه ودمه على طاولة العبث والمفاوضات..

إن منطق تخويف الناس من "الانهيار" و"الانفلات" هو المنطق ذاته الذي حكم النظام المصري وقبله نظام زين العابدين بن علي في تونس وبعده نظام معمر القذافى الكارثي، إلى آخره من هياكل النظام العربي المتداعي والطائفي والمقيت. هؤلاء سيقولون للشعب كما قال الذين من قبلهم "رام الله غير تونس والقاهرة!! في دفاع مستميت عن سلطتهم وامتيازاتهم ومنافعهم الشخصية والصغيرة.

السلطة الفلسطينية هي نموذج صغير لنظام عربي تابع لقرار الاحتلال "الاسرائيلي"، دور هذا النظام هو منع تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، لذلك يقف حجر عثرة أمام الوحدة وفي طريق التحرر الوطني ويعرض كل الفلسطينيين إلى خطر داهم بسبب تساوقه مع المحتل ويسرق من الشعب كل انتصاراته وإنجازاته ويقوم بتبديدها. 

وتماما مثلما تغول النظام المصري على الدولة ومؤسسات الشعب والقضاء، صادرت السلطة الفلسطينية دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية وجوفتها من الداخل. إن المنظمة، في الحالة الفلسطينية، هي "المؤسسات الشرعية" التي يجب أن يعاد بناؤها باعتبارها ملكا جماعيا للشعب الفلسطيني، يكون الشعب مرجعية لها ويمنحها الشرعية- طوعا- للتحدث باسمه وتمثيله في المؤسسات والهيئات العربية والدولية. 

خلاصة القول: إذا كانت السلطة الفلسطينية هي النظام الفلسطيني الغاصب لتمثيل الفلسطينيين دون وجه حق، وإن هذا يجري برضى ودعم من النظام العربي الرسمي ومن قوى الغرب الاستعماري وصولا إلى رضى دولة الاحتلال، فإن هذا النظام الفلسطيني الهجين هو الذي يتعين على الشعب الفلسطيني إسقاطه، لأنه النظام الأقصر هامة، وهو الأضعف في سلم النظام العربي الرسمي وجزء لا يتجزأ من هذه المنظومة الغاربة، ويتصرف مثله تماما، يقدس "الأمن"، أمن الاحتلال، ويقوم هو الآخر بتعديلات وزارية وصنع أكبر صحن "مسخن" حتى ولو تحت بساطير الاحتلال!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة