بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 15 مارس 2011

كتاب ليبيون رهن الاعتقال مجددا



تناقلت وسائل الإعلام، ومنها جريدة "الخبر الجزائرية"، نبأ اعتقال السلطات الليبية في الأيام الأربعة الماضية لعدد من الكتاب والأدباء الليبيين، ومنهم إدريس المسماري، وجلال الكوافي، ومحمد سميم، والحبيب الأمين، إضافة إلى مجموعة من الإعلاميين والناشطين الحقوقيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان. لقد اتهمت أجهزة الأمن والاستخبارات الليبية هؤلاء بأنهم أيدوا الثورة ودعوا إلى الحريات السياسية الإعلامية.

من جهة أخرى فقد أوضحت جريدة "الخبر الجزائرية" بأن الكاتب إدريس المسماري قد أخذ من منزله بعد مداهمة أجهزة الأمن له، كما أن ابنه وزوجته قد تعرضا للضرب. فالكاتب إدريس المسماري اعتقل بعد اتهامه بالتحدث إلى القنوات التلفزيونية حيث أدان استخدام قوات النظام الليبي العسكرية للقصف الجوي ضد المدنيين.

هنا لا بد من التذكير والتوضيح بأنّ الكاتب إدريس المسماري قد تعرض للسجن في الماضي، 16/ 12/ 1979م. أذكر بأني التقيت بهذا الكاتب عدة مرات في طرابلس وبنغازي في عدة لقاءات أدبية إلى جانب كل الأدباء الليبيين الذين تعرضوا للسجن، والاعتقال والترهيب.

فإدريس المسماري المودع في السجن الآن إنسان مسالم، وتوّاق إلى خدمة بلده، والمساهمة في إنعاش وتطوير موهبته، وتطوير الأدب الليبي. فما هو الذنب في أن يعارض قصف المدنيين بالطيران والرصاص؟ وما هو الذنب الذي اقترفه إذا كان يدعو إلى الحرية في بلده؟

لا شك أن لجوء الحاكم الليبي إلى الزج بهؤلاء الكتاب والأدباء في السجن هو دليل قاطع على إفلاس النظام الليبي ووقوفه إلى جانب الظلامية، وأنه يقهر حرية التعبير وممارسة النقد.

إن هذا السلوك يتنافى مع حقوق الإنسان، ومع حق المثقفين، والأدباء، والمفكرين الليبيين في معارضة الديكتاتورية، والاضطهاد بكل أشكاله. إن ممارسة النظام الليبي القمعية ضد المبدعين تضاف إلى السجل المظلم على أيام المكارثية في أمريكا، والستالينية في الإتحاد السوفيتي سابقا، وإلى مختلف سجلات قمع حرية الكلمة في التاريخ الإنساني.

في هذا السياق يجب إدانة الاعتداء على كتاب وأدباء ليبيا سابقا والآن معا. إنه لا بد أن تتحرك اتحادات الكتاب في الأقطار العربية لشجب اعتقال النظام الليبي لأدباء ومثقفي ليبيا فورا.

ندعو أيضا اليونسكو، والمنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم التابعة للجامعة العربية، ومختلف الروابط الأدبية والثقافية والوطنية والإقليمية والدولية إلى استنكار اعتقال وخطف أدباء وكتاب ليبيا. فأين إتحاد كتاب عموم إفريقيا؟ أين إتحاد الكتاب والأدباء العرب؟

وهنا نتساءل: لماذا يتعرض مثقفونا في ليبيا، وفي الدول العربية قاطبة للاضطهاد، والتهميش، والإقصاء، والمساءلة البوليسية، ولشتى أنواع البطش المادي والمعنوي، في حين نجد الأدباء والمفكرين والكتاب في البلدان الديمقراطية يحترمون، ويكرّمون، وينالون الرعاية المادية المعنوية، ولا تمارس ضدهم الرقابة، والطمس، والنفي، والتصفية الجسدية؟

إن الجواب على هذا السؤال بسيط، وهو أن الأنظمة العربية تعادي الثقافة الطليعية، وتحتقر أهل الإبداع والفكر والرأي الذين ينتقدون السلطة القمعية، ويعارضون الحكم الفردي الطاغي، ويتصدون للتخلف المفروض بالبوليس والمخابرات والشلل المستبدة.

إنه حان الوقت لكل مثقف حرّ أن يندّد بقوة بكل أشكال ممارسات القمع الأدبي والفكري في بلداننا، وبالأنظمة العربية الديكتاتورية من المحيط إلى الخليج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة