بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 16 فبراير 2011

آلام الوجه


 آلام الوجه


  يحدثنا الدكتور ماهر فوزى محمود إستشارى علاج الآلام، دكتوراه التخدير والعناية المركزة وعلاج الآلام
أستاذ بكلية الطب. جامعة القاهرة
  عن آلام الوجه، حيث يقول:  
تظهر في الوجه العديد من الآلام شأنه شأن كل مكان في الجسم معرض للألم إلا أن آلام الوجه تكون شديدة ومؤثرة خاصة على الحالة النفسية للمريض . وتنقسم آلام الوجه حسب مصدرها وقد تكون مصدرها الأذن  أو
العين أو الأسنان أو الرقبة أو إصابات داخل الجمجمة  وهذه الآلام ترتبط بالإصابة أو الالتهاب الموجود في العضو مصدر الألم مثلها مثل الآلام العضويه كلها .  ولكننا في هذا الجزء نحن بصدد أنواع معينه من الألم لا تظهر إلا في الوجه وهى التهاب العصب الخامس وآلام المفصل الصدغي الفكى وآلام الوجه غير التقليدية .
  أولا : آلام العصب الخامس :   تمثل آلام العصب الخامس أشد وأقصى أنواع الألم التى يمكن أن تمر على الإنسان خلال حياته . وتصيب الإنسان غالبا فوق الخمسين من العمر ولكن هناك حالات كثيرة سجلت تحت الثلاثين وأيضا في الأطفال . والصفات الإكلينيكية للألم هي مفتاح التشخيص الأساسى في حالات آلام العصب الخامس . ويكون الألم في المكان الجغرافي لتوزيع العصب الخامس ويصيب الفرع الفكي أكثر من الفرع الفكي  أكثر من الفرع الصدغي
وأكثر من الفرع العينى وقد يصيب فرعين معا أو أكثر ويعتبر إصابة الفرع الفكي والفرع الصدغي معا أو الأكثر حدوثا . والإصابة في العصب الخامس غالبا في جهة واحدة وقد يحدث في 3 % من حالات أن يكون الألم في ناحيتى الوجه . ولقد لوحظ أن الإصابة في العصب الخامس أكثر حدوثا في الجهة اليمنى من الجهة اليسرى دون أى تفسير علمى لذلك .
  والألم يكون قاطعا أو طاعنا و مثل التيار الكهربي يصيب الشخص لمدة ثوانى قليلة ثم يختفي ليظهر من جديد ويأتى الألم ويختفي بطريقة مفاجئة . ويعتبر الارتباط الزمنى لآلام العصب الخامس مميز له حيث يأتي الألم بصورة متقطعة ويستمر الألم لفترة أسابيع أو شهور ثم يستمر المريض فترة دون مهاجمة الألم قد تطول إلى سنوات .
  ويقل معدل حدوث نوبات الألم مع التقدم في سن المريض . ويبدأ الألم عند القيام بأعمال ليست أبدا مصدرا للألم  مثل غسيل الوجه أو تنشيفه أو عند حلاقة الذقن أو المضغ أو البلع أو استخدام فرشاة الأسنان أو التعرض للتيار الباردة . والألم في هذه الحالات يزداد باستخدام طرق تستخدم كثيرا في تخفيف الألم مثل التدليك أو الضغط على المنطقة المؤلمة أو استخدام الكمادات الباردة أو الدافئة فكل ذلك يؤدى إلى بداية الألم أو زيادته في حالات آلام العصب الخامس .

  
فحص مريض آلام العصب الخامس :
  
في وجود الحساسية الشديدة للأنسجة في منطقة الألم فإنه يصعب فحص منطقة الألم ولكن يبدو المريض هزيلا لقلة الأكل خوفا من المضغ والبلع وشعر ذقنه طويل خوفا من حلاقة الشعر وتجويف الفم غير معتنى به لصعوبة استخدام الفرشاة والمعجون لأن كل ذلك قد يكون الحافز لبداية نوبة آلام العصب الخامس . والفحص العصبى للمريض قد لا يؤدى إلى وجود أى تغيير في الإحساس في المناطق المصابة . والفحوصات المتقدمة قد لا تكون ضرورية إلا أن الفحص بأشعة الرنين المغناطيسى قد يظهر وجود أوعية دموية غير عادية حول نواة العصب الخامس أو وجود أورام في منطقة جذع المخ .

  
علاج حالات آلام العصب الخامس :
  يعتبر العلاج الدوائى هو الأساس في علاج حالات آلام العصب الخامس ويستمر العلاج الدوائى أيضا عند استخدام طرق أخرى مساعدة في علاج آلام العصب الخامس . ويستخدم في الغالب أكثر من دواء لتقوم في مجموعها بمنع حدوث الألم وتقليل حدته عند حدوثه . ويعتبر عقار الكاربامازول وهو مضاد للصرع أهم الأدوية المستخدمة في علاج حالات ألم العصب الخامس ويمكن إضافة الأدوية المهدئة والمطمئنة لما لها من قدرة على تهدئة النشاط العصبى وبعض القدرة التسكينية للألم . ويضاف أيضا الأدوية السيروتونية المضادة للاكتئاب . ويمكن زيادة جرعات الأدوية حتى الوصول لأعلى جرعة ممكنه طالما المريض في حاجة إليها والجسم يتحمل زيادة الجرعة .
  ويستخدم حقن الأعصاب الطرفية للعصب الخامس سواء بالأدوية المخدرة الموضوعية وتأثيرها هنا وقتى أو تدميرها بالتردد الحرارى .
وفي الحالات التى يكون الألم شديد وغير محتمل وعمر المريض أصغر ولا يستجيب للعلاج الدوائى أو الحقن العصبى وظهر من الأشعات وجود أوعية دموية حول نواة العصب الخامس فإنه يمكن عمل جراحة داخل الجمجمة عند جذع المخ ووضع فاصل من مادة التفلون بين الأوعية الدموية  وبين نواة العصب الخامس في جذع المخ .
  ويجب في جميع الحالات سواء استمر المريض على العلاج الدوائى أو تحول إلى طريقة أخرى للعلاج عدم التوقف المفاجىء في إعطاء الأدوية المستخدمة في علاج آلام العصب الخامس بل يجب تقليل الجرعة بطريقة تدريجية حتى الوصول إلى أقل جرعة مؤثرة ثم يتم إيقاف إعطاء الدواء .
  ثانيا : آلام المفصل الصدغي الفكي :   يشعر المريض بالألم مع حركة الفك وقد يكون الألم حادا أو مزمنا وتظهر هذه الآلام أثناء مضغ الطعام . ويكون مصدر الألم في هذه الحالات إما عضلات المضغ أو تغيرات مرضية أو التهاب في المفصل الصدغي الفكى وكان الفضل لاستخدام الأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسى في إيجاد الفارق بين عضلات المضغ والمفصل الصدغي الفكي كمصدر للألم .      

  
1 - عضلات المضغ كمصدر للألم : 
  يمثل عضلات المضغ كمصدر للألم نتيجة لتغير وظيفتها في حوالى نصف السكان في وقت ما من عمرهم إلا أن من يشكون من الأم الصادر منها يمثل حوالى 10 % من الناس . وأثبتت الإحصاءات الطبية أنه لا يوجد فارق في نسبة الإصابة بين الذكور والإناث وليس هناك علاقة بين الإصابة وعمر الإنسان . ولقد وجد أن نسبة المترددين على عيادة الألم بشكوى آلام عضلات المضغ يمثل الإناث فيه 80% من المترددين على عيادة الألم .
  والألم في هذه الحالات يكون غير محدد وله إحساس الصداع يبدأ من أمام الأذن ويصعد في منطقة الصدغ وأسفل الرأس وينزل إلى زاوية الفك وقد يظهر الألم في الرقبة ويصيب جانب واحد من الوجه وقد يكون في جانبي الوجه . ويزداد الألم أثناء المشي وأثناء المضغ . وعند فحص المريض قد يوجد تحديد في مسافة فتح الفم وألم عند فحص عضلات المضغ وباستخدام الأشعة لا يوجد أى إصابة في مفصل الفك والتى قد تظهر مع طول إصابة عضلات المضغ .
2 - مفصل الفك كمصدر للألم : 
التغير التشريحي في وضع المفصل يؤدى إلى حدوث الألم عندما تبتعد قاعدة الارتباط في المفصل عن رأس عظمه الفك . ويشكو المريض في هذه الحالة من الألم مع عدم القدرة على فتح الفم جيدا وقد يحدث إغلاق تام للفم وعدم إمكانية فتحه أو بقائه مفتوحا وعدم القدرة على غلقه . ويمكن تشخيص حالة المفصل باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي . وعند الفحص قد لا توجد أي علامات تشير إلى إصابة المفصل سوى بعض الألم عند الضغط على المفصل أو عند تحريكه .والعلاج في الغالب يكون تحفظي باستخدام الأدوية وقد يلجأ بعض الأطباء إلى العلاج الجراحي الذي لم يثبت له فائدة أكثر من العلاج التحفظي . 
3 - حالات آلام الوجه المختلفة : 
وهى تمثل حالات آلام الوجه التي لاتندرج في صفاتها تحت أسم أي مجموعة من مجموعات آلام الوجه المزمنة . وكان هذا المسمى أصلا يطلق على حالات آلام الوجه التي لا تتوافق في صفاتها مع آلام التهاب العصب الخامس . 
ومرضي هذه المجموعة تكون في حدود الخامسة والأربعين من العمر وتمثل الإناث من 80% إلي 100% من مرضى هذه الآلام ويكون الألم نابض أو علي هيئة تنميل في الوجه ويكون الألم بصفة مستمرة دون فترات راحة من الألم . ويبدأ الألم في ربع منطقة ما حول الفم ثم ينتشر في الوجه وفي الغالب جانبي الوجه . ولا يؤثر الألم علي النوم أو الأكل أو المضغ . ومن التاريخ المرضي يمكن أن يكون هناك خلع متكرر للأسنان أو عمل حقن لأعصاب الأسنان ومحاولات أخري لإيقاف الألم . وعند الفحص يندر وجود علامات للالتهاب أو تغير في الجهاز العصبي اللاإرادى .
واختلف الطب في أسباب هذه الآلام فالبعض يرى أن احتمال وجود أورام في منطقة جذع المخ قد تكون السبب والغالب يرى أن معظم هذه الحالات نفسية ويعانى مرضاها من الاكتئاب وان العلاج لدى الطبيب النفسي قد يكون الحل .
ويعتبر استخدام الأدوية السيروتونية ثلاثية الحلقات المضادة للاكتئاب أفضل طرق علاج حالات آلام الوجه المختلفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة