بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 16 فبراير 2011

المخ والأعصاب



 
    المخ والأعصاب


 تنشيط المخ ينعش ذاكرة المسنين

  قال باحثون أمريكيون أن كبار السن الذين يجدون صعوبة فى تعلم أشياء جديدة ويعانون من سرعة النسيان يستخدمون أمخاخهم بطريقة مختلفة عن الشباب إلا أن بوسعهم إعادة التدرب على استخدامها بشكل اكثر فعالية.
  وقال راندى بوكنر اخصائى المخ والأعصاب فى جامعة واشنطن بسانت لويس والذى قاد فريق الباحثين فى هذه الدراسة أن الفحوص التى أجريت على المخ تظهر أن التقنيات المتعارف عليها لتنشيط الذاكرة مثل مخالطة الآخرى ذات جدوى . وأضاف بوكنر : هدفنا كان محاولة فهم لماذا يكون لدى كبار السن إختلافات فى الذاكرة .

  ثم أضاف : " استخدمنا طرق رسم المخ التى تعتمد على التصوير بالرنين المغناطيسى لنرى أى مناطق المخ التى يستخدمها كبار السن والشباب عندما يحاولون تذكر كلمات أو مادة غير لفظية مثل الوجوه والتصوير بالرنيين المغناطيسى وسيلة لقياس خلايا المخ النشطة عن طريق معرفة كمية الأوكسجين التى تستهلكها " .

  واجرى فريق بوكنر اختباراته على عينه من 62 شخصا بينهم مجموعة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عاما ، ومجموعة أخرى من كبار السن تتراوح أعمارهم بين 70 و 80 عاما .

  وقال بوكنر : عرفنا أن كبار السن يميلون إلى التقليل من استخدام مناطق أمامية معينة " فى المخ " لها أهمية بالنسبة للذاكرة .
تتضمن هذه المناطق قشرة الجبهة المرتبطة بالوظائف العليا مثل المهام الجديدة التى تتطلب براعة فائقة واهتماما حذرا .
  واضاف بوكنر : عندما طلب من كبار السن مجرد تذكر كلمات عمدوا إلى تشغيل المناطق الأمامية بشكل أقل فعلا . وبعد ذلك أشار فريق بوكنر لكبار السن إلى كيفية التعلم بشكل أفضل وراقبوا ماتفعله أمخاخهم .

  
واوضح بوكنر : طلبنا منهم أن يحددوا ما إذا كانت كلمة ما تقع فى فئة معنى دلالى او آخر .... وما إذا كانت مجردة أو ملموسة .. عليك أن تفكر فى معنى الكلمة كى تفعل ذلك . ونجحت هذه الحيلة ... فكبار السن الذين ظلت المناطق الأمامية لديهم ساكنة عندما حاولوا التعلم أضاءت هذه المناطق فجأة عندما استخدموا تلك الحيلة .

  وهذه الفكرة ليست جديدة إذ تتضمنها كتب تباع فى المكتبات بشأن كيفية تنشيط الذاكرة بهذه التقنيات .

  ولاحظ بوكنر ايضا ان بعض كبار السن استخدموا أجزاء غير ملائمة من أمخاخهم عندما حاولوا معرفة كلمة جديدة أو وجه . 
  وتابع بوكنر أن الخطوة القادمة هى إجراء إختبارات على مرضى الزاهيمر والحالات الأخرى التى تصيب الذاكرة . وأضاف أنه سيكون من المفيد معرفة ما إذا كان مرض القلب أو السكرى أو أمراض أخرى تؤثر على كيفية عمل المخ والذاكرة . وفى دراسة أخرى نشرت فى دورية جورنال أوف أمريكان ميديكال اسوسييشن إكتشفت باحثون عملوا مع راهبات وكهنه من كبار السن أن الذين يبقوا عقولهم فى حالة نشاط متكرر بالقراءة ومشاهدة التليفزيون واللعب بالمكعبات وحل الألغاز وزيارة المتاحف يقل تفاقم الزاهيمر لديهم بنسبة 47 % على الأرجح عن الذين لا يفعلون ذلك.

 
 خدعوك فقالوا :
   فى المخ مركز للحب وآخر للحركة وثالث للكلام.

  يبلغ حجم المخ قبضة اليد المغلقة ومع ذلك فإنه أكثر " المخلوقات " تعقيداً في الكون وقد خطا العلماء خطوات واسعة في التسعينيات في مجال التجارب علي الأعصاب ووضعوا وابلاً من المعلومات على الإنترنت في محاولة لفهم المخ .
  وقد شارك آلاف العلماء ببلايين الدولارات في تجارب علمية على المخ خصوصاً بعد ظهور أجهزة جديدة لاكتشاف العمليات الحيوية في خلايا المخ مثل أجهزة التصوير المعروفة باسم " F . MRI Scanner " بحيث انكشفت بعض أسرار المخ التى ظلت مغلقة أمام العلم .
  وتعد الاكتشافات التى توصل إليها العلم في هذا المجال بمثابة الكنز في علم الأعصاب خصوصاً في مجال علاج مرض الزهايمر الناجم عن تحلل خلايا المخ ويصاب به ثلث البشر في الثمانينيات من العمر ويكلف الولايات المتحدة 100مليون دولار سنويا وبذلك يوازى ميزانية علاج باقى أمراض المخ من الاكتئاب إلى النشاط العقلى المفرط .
  وهذه الميزانية تعد ضخمة بالنسبة للميزانيات الأخرى فى مجال تطوير الأدوية وأسلوب العلاج بالجينات .
  وقد دفعت هذه الأمراض التى تصيب المخ 23 ألف عالم شاب في مجال المخ للاجتماع في أحدث مؤتمر لجمعية الأعصاب الأمريكية ، ولكن هل كشف العلم عن أسرار المخ ؟ الإجابة : نعم ولا في الوقت نفسة ! .... كيف ؟!
  لقد استفاد علماء الأعصاب من تطور تقنيات البحث عن أسرار المخ مثل أجهزة " Mico - pipettes " وتجارب المزاوجة الجينية وقدم العلماء آلاف الأوراق البحثية ولكنهم يشعرون بأنهم غارقون في التفاصيل ولا يستطيعون الخروج منها إلي رؤية أو نظرية شاملة تفسر أسرار المخ ولكن أهم ما توصل إلية العلم أن المخ كائن غاية في التعقيد وليس مجرد جهاز كمبيوتر ويبدو الكمبيوتر إلى جواره مجرد شىء تافه أو نقطة مياه في المحيط ، فالمخ كائن عضوى وليس ميكانيكياً فهو يتعلم ويتنبأ ويستنبط ويتبنى أموراً ويرفض أموراً أخرى أى أنه يتميز بالوعى ، كما أن أجزاء المخ تعمل معاً بقوة وتناغم في حين  تعمل أجزاء الكمبيوتر منفصلة وبذلك أدرك علماء الأعصاب أن المخ كائن يحمل حياة معقدة .
  والمخ مكون من أعصاب وتتصل الخلايا العصبية داخله عن طريق دوائر كهروكيميائية وكل خلية عصبية تستقبل إشارات وإذا انقطعت الإشارة تحاول الخلية أن تحولها إلى نبضات ، كما أن قوة الوصلات العصبية بين هذه الخلايا تكون شبكة عصبية ذات ذاكرة . وعلى سبيل المثال عندما يتعرف المخ على صورة الموناليزا تبدأ الخلايا العصبية في تقوية وصلاتها لاستعادة الصورة من الذاكرة وبعمل سريع ودءوب يمكن لشبكة الأعصاب داخل المخ أن تستدعي هذه الصورة من العقل .
  وهكذا فإن عمل المخ يعتمد على الشبكة العصبية التى تعمل بمرونة لاستعادة المعلومات وبالتالي فإن منطق المخ في العمل منطق عضوى وليس منطقاً ميكانيكياً .
  والغريب أن هذه العمليات المعقدة تتم في المخ الذى يبلغ حجمه 1.4 كيلوجرام  ويتكون من 100 بليون خلية عصبية تصل ببعضها البعض عبر نصف مليون وصلة عصبية .
  وتتميز هذه الوصلات العصبية بصفة كيميائية وتتميز كل وصلة بصفة مختلفة عن غيرها .
  وتعمل كل خلية في هذه الشبكة وفق نظام جينى داخلى معقد ونظام لإنتاج الإنزيمات يساعدها علي العمل وهكذا فإن خلية المخ غير باقى الخلايا في جسم الإنسان فهى مثل مدينة مزدحمة وليس مجرد وحدة أو نقطة في الشبكة العصبية .
  ويرى العلماء أن الشبكة العصبية للمخ شبكة متناغمة من الأعصاب تعمل سوياً فى حين كان العلماء في الماضى يحاولون اكتشاف هذه العمليات المعقدة بوضع خلايا المخ الرمادية الباهتة تحت الميكروسكوب ولكن في التسعينيات توصل العلماء من خلال التجارب المعملية على مخ القردة يستجيب للأشياء من حيث أهميتها له ، فإذا كان الشىء مثيراً للاهتمام ويمنح القرد مكافأة تلتقط أعصاب المخ هذا الشىء وتركز عليه وتظهر هذه الأجزاء من المخ براقة على أجهزة التصوير وعلى العكس إذا لم يمثل هذا الشىء أى أهمية للقرد لا يظهر هذا البريق على خلايا المخ .
  ومن خلال الدراسات العلمية أثبت العلم أن المخ ليس جهاز مدخلات ومخرجات أى أننا لايمكن أن نتعامل معه مثل الكمبيوتر نمده بمعلومات خام ليعطينا الوعى ذلك أن المخ مثل الدولة أو المدينة تتعامل أجزاؤها لتستجيب الخلايا العصبية للأشياء ، فكل أجزاء المخ متشابكة وتسير معاً وتتطور معاً ، لذلك وقف العلماء أمام هذه النظرية عاجزين حيث إن عليهم أن يتبنوا رؤية أكبر ديناميكية للمخ وهذا جعل المخ ليس مقسماً بل متناغماً .
  وهكذا فإن أمراض السكتة الدماغية والأورام والجروح الناجمة عن طلقة رصاص تصيب المخ بتلف ما في جزء ما ، ولكن في الواقع فإن خلل في منطقة معينة في المخ يؤثر على باقي الأجزاء .
  ولذلك لاتستطيع أن تقول إن هناك في المخ منطقة للكلام وأخرى للعاطفة وثالثة للحركة ورابعة للإحساس بالمكان بل كل الأجزاء متناسقة ومتناغمة أثناء العمل .
  وعلي سبيل المثال فإنه أثناء الكلام كان العلماء يتوقعون أن تستجيب مراكز الكلام فقط في الجزء الأيسر من المخ ولكن التجارب أثبتت إضاءة مناطق أخرى في المخ على شاشة التصوير مما يعنى أن المخ مدينة متكاملة وأنه على العكس من الكمبيوتر ، لأن استجاباته تتطور حسب احتياجات الإنسان وهكذا فإن المخ مثل الحرباء يتلون ويتغير فهو في لحظة مثل التاجر ولحظة أخرى مثل الكهربائى وبذلك فإن له عدة أوجه تتفق مع العمليات العديدة الملقاة على عاتقه .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة