بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 16 فبراير 2011

الوخز بالإبر الصينية وعلاج الألم


الوخز بالإبر الصينية وعلاج الألم


  ما هي  فكرة الوخز بالإبر الصينية ؟   الوخز بالإبر الصينية من أوسع أنواع التطبيب انتشارا واستخداما في العالم ولقد صمدت كإحدى طرق العلاج لآلاف السنين رغم مهاجمتها ومحاولة إيقاف استخدامها في مناطق كثيرة علي مدى العصور . وتوجد علي جسم الإنسان أربعة عشر زوجا من الخطوط الوهمية سميت باسم أعضاء الجسم المختلفة ويقع علي هذه الخطوط مجموعة من النقاط لكل نقطة منها رقم خاص بها وتسمى هذه النقاط
 " نقاط الوخز بالإبر " وتسمية هذه الخطوط ولا علاقة بين الاسم وبين تأثير النقاط الموجودة علية . ويمكن تحديد هذه النقاط علي سطح الجسم باستخدام جهاز يعطى تيار كهربي ضعيف جدا ويمكن لهذا الجهاز استقبال هذا التيار ويعطى إشارة ضوئية أو صوت عند التقاط التيار العائد من الجسم فيحدد مكان نقاط الوخز . ويرجع ذلك إلى أن نقاط الوخز المنتشرة علي الجسم تتميز بانخفاض مقاومتها للتيار الكهربي عن ما يحيط بها من باقي سطح الجسم فلا تمنع هذه المقاومة الضعيفة التيار فيمر إلي الجهاز . ويستخلص من ذلك أن نقاط الوخز بالإبر المنتشرة علي سطح الجسم نقاط حقيقية يمكن تحديدها وليست نقط وهمية كما يدعى البعض .
  ما هي كيفية تأثير الوخز بالإبر ؟   يحاول دائما الصينيون وهم أكثر الممارسين للوخز بالإبر أن يجعلوا تأثير استخدام الوخز بالإبر فكرة فلسفية تعتمد علي نقيضي الحياة " الخير والشر أو الليل و النهار أو الشمس والقمر أو الموجب والسالب " وأن أي حالة مرضية تكون نتيجة لزيادة النقيض علي حساب الأخر أو لاختلال التوازن بين النقيضين داخل جسم الإنسان . وهذه النظرية الفلسفية التي يعتقد فيها الكثير من مستخدمي الطب الروحي في العلاج تجعل استخدام الوخز بالإبر يعيد التوازن المفقود بين النقيضين داخل الجسم فيختفي المرض وأعراضه .
ولكن العالم الغربي بفكره وعلمه لم يقبل بهذه الفلسفة الشرقية وقام بدراسات مستقلة لبيان تأثير الوخز بالإبر لنقاط معينه والتي أمكنه بنتائج هذه الدراسات الوصول إلي يقين بأن تحفيز نقاط معينه علي سطح الجلد يؤدى إلي تحفيز في الجهاز العصبي وعلي استجابة للغدد الصماء بإفراز العديد من الهرمونات والتي أمكن قياسها معمليا .
  هل الوخز بالإبر الصينية وهم أم حقيقة :   حاول الصينيون علي مر العصور أن يجعلوا من استخدام الإبر الصينية في العلاج نوع من العلاج خاص بهم وأوفدوا ممارسي الإبر الصينية من أبناء آسيا إلي بلدان العالم ليمارسوا هذا النوع من العلاج ليكون حكرا عليهم فقط وكل من سافر إليهم أو تعلم علي أيدي الصينيين أعطوه مقدمة في استخدام الإبر وتدريبات عملية علي غرس الإبر وتحديد أماكنها دون الدخول في تفاصيل كيفية عملها وحرية الطبيب في استخدام نقاط الوخز .
ولكن مع ازدياد ممارسة الوخز بالإبر الصينية في العالم الغربي وخاصة في ألمانيا وفرنسا وإنجلترا ومعظم الغرب الأمريكي وهؤلاء لم يقبلوا بالتفسير الفلسفي الصيني لتأثير الوخز بالإبر وتم في هذه الدول عمل اختبارات عصبية ومعملية لبيان الوخز بالإبر وتم الوصول إلي تغيرات كبيرة في معدل الهرمونات المختلفة وكيماويات الأعصاب وذلك بالدم وسوائل الجهاز العصبي . ولقد لوحظ توقف عمل ونتائج الوخز بالإبر الصينية في أجزاء الجسم التي يختفي فيها الإحساس إلا إذا وجد آثار لنشاط وعمل الجهاز العصبي اللاإرادي .
  كيف يمكن تحفيز نقاط الوخز :   1- يمكن نقاط الوخز بالإبر الصينية بالضغط علي هذه النقاط وهي الوسيلة التي استخدمها قدماء المصريين ثم الهنود بعدهم وذلك قبل انتقال هذا الطب إلي الصين عبر الهند . والضغط علي هذه النقاط قد يكون مستمرا باستخدام أحجار صغيرة أو بذور النباتات أو حبيبات صغيرة من المعادن وقد يكون بالضغط مع تحريك الأصابع علي أماكن الوخز بالإبر وهذه الطريقة ذات فائدة كبيرة في علاج حالات الصداع وآلام العضلات .
  
2- يمكن وخز الإبر في النقاط المحددة تشريحيا مع تحريكها بواسطة اليد وذلك بدورانها مع وضد عقارب الساعة ويمكن أيضا تحفيز واستثارة هذه النقاط بتوصيل تيار كهربائي ضعيف وذو تردد بطيء إلي هذه الإبر واستخدام التيار الكهربي في استثارة الإبر يعتبر أفضل من حيث الوصول إلي قمة تحفيز الإبر بالإضافة إلي إمكانية تحفيز عدد كبير من الإبر في وقت واحد والذي يصعب عمله باستخدام اليدين حيث لا يمكن تحفيز سوى إبرتين في وقت واحد .
  
3- يستخدم الآن كثيرا الموجات الكهرومغناطيسية في تحفيز واستثارة نقاط الوخز بالإبر ويتم ذلك باستخدام مغناطيس ذو قوة معينه ويوضع علي هذه النقاط أو باستخدام مغناطيس صغير يوصل بتيار كهربي ذو تردد منخفض أو باستخدام نهايات مطاطية توصل بالتيار الكهربي وتوضع علي نقاط الوخز بالإبر،
وهذه الطريقة زاد استخدامها مع الخوف من استخدام الإبر وما يحتمل ذلك من نقل العدوى خاصة التهاب الكبد الفيروسي والإيدز .
  
4- وأصبح شعاع الليزر خاصة شعاع الليزر باستخدام الأشعة تحت الحمراء تستخدم بكثرة في تحفيز نقاط الوخز بالإبر ولهذا العلاج دور مؤثر خاصة في حالات الألم الحاد .

  
هل توجد شروط معينة لنوعية الإبر ؟
  
يجب أن تكون الإبر مصنوعة من مواد لا تتفاعل مع الجسم ولا تسبب أي حساسية للأنسجة وغالبا ما تصنع من الحديد غير قابلة للصدأ أو من الذهب أو من الفضة . ويجب أن تكون الإبر معقمة طبقا للأصول الطبية المتعارف عليها .  ويجب استخدام الإبر شخصي ولا تنقل من شخص إلي آخر حتى ولو تم تعقيمها من أجل إلا تكون وسيلة لنقل العدوى والأمراض خاصة مرض الإيدز والالتهاب الكبدي .

  
نواحي استخدام الوخز بالإبر   تستخدم الإبر الصينية فى الصين والكثير من بلاد شرق أسيا في علاج جميع الأمراض وفى التخدير ويقوم استخدام الوخز بالإبر فى العلاج على أسس عقائدية حيث يتعمق الاعتقاد الشديد فى جدوى استخدامها وأسس تقليدية لأنها أصبحت متوارثة عبر آلاف السنين وأسس اقتصادية وسياسية لما لها من دور كبير فى تقليل نفقات الدولة على العلاج وتقليل الاعتماد على الأدوية مما يعود بفوائد كثيرة على الاقتصاد القومى لهذه الدولة .
   ولكن استخدام الوخز بالإبر فى العالم الغربى لم يثبت له النجاح والفاعلية فى العلاج والتخدير إلا فى حالات خاصة وهى حالات علاج الآلام المزمنة وبعض حالات علاج الالم الحاد ويحظر استخدام الوخز بالإبر فى علاج حالات الألم الناتج عن الاورام وتستخدم فى حالات الصداع المزمن خاصة حالات  الاعتماد والإدمان على الأدوية والكحوليات والتدخين . ولقد أوصى بتجربة استخدام الوخز بالإبر فى الحالات الطبية التى لا تستجيب
 للعلاج الطبى المعروف .

  
استخدام الوخز بالإبر فى علاج الآلام
  
يعتبر استخدام الوخز بالإبر فى علاج الآلام هو الأول المتفق علية من جميع المؤسسات الطبية خاصة منظمة الصحة العالمية فى شأن نواحى استخدام الإبر الصينية فى الطب والعلاج .ولقد كان تأثير الإبر الصينية ونتائجه فى علاج الألم أولى الملاحظات التى ساعدت على اكتشاف القدماء تأثير استخدام الوخز بالإبر .
  وتعمل استثارة نقاط الإبر الصينية على تخفيف الألم عن طريق عدة محاور أولها زيادة إفراز الأفيونات الطبيعية داخل الجسم وفى الجهاز العصبى المركزى وتشمل البيتا اندروفين والانكفالين والينورفين وجميعها مسكن قوى للألم فى جميع أجزاء الجسم وفى الجهاز العصبى المركزى .ولقد أمكن قياس هذة المواد ومستواها فى الدم وفى سؤائل المخ قبل وبعد تحضير نقاط الإبر الصينية .وتعتبر هذة الافيونات إشارة معملية دقيقة تؤيد تأثير تحفيز نقاط الوخز بالإبر فى علاج الآلام .وتؤدى استثارة نقاط الوخز بالإبر إلى إفراز العديد من الهرمونات فى الدم وأمكن قياسها وهى تعتمد فى الأساس على إثارة الجهاز العصبى اللا إرادى مما يؤدى الى زيادة إفراز هذه الهرمونات والتى أمكن قياسها فى الدم ومقارنة مستواها قبل وبعد تحضير نقاط الوخز بالإبر وتحفيز نقاط الوخز بالإبر يؤدى إلى غلق بوابات الألم فى الحبل الشوكى فيتمتع وصول إشارات الألم الصادرة من الأماكن المصابة إلى الجهاز العصبى المركزى .ويعتبر غلق هذه البوابات أمام إشارات الألم استخدام لوسائل الدفاع الطبيعى التى أوجدها الله فى جسم الإنسان لحمايته من الألم .
  ويساعد تحفيز نقاط الوخز بالإبر فى علاج الآلام المزمنة الناتجة عن إصابات الجهاز العضلى العظمى حيث أن دائما ما توجد حلقة  مفرغة تساعد على استمرار الألم ويجب كسر هذه الحلقة حتى لا يستمر الألم .وتبدأ هذه الدورة بحدوث الألم فيحدث تقلص فى العضلات نتيجة لهذا الألم فيزيد تقلص العضلات من الألم وهكذا وتقوم الإبر الصينية بانبساط العضلات ومنع تقلصها وقطع هذه الدائرة المفرغة فيتوقف الألم .
  ويستخدم إثارة نقاط الوخز بالإبر فى علاج الكثير من حالات الصداع النصفى وأشباه الصداع النصفى وخاصة فى الوقاية ومنع حدوث نوبات الصداع .وتساعد الإبر الصينية عند استخدامها مع الأدوية فى علاج حالات إصابات العصب الخامس ولها نتائج جيدة فى هذا المجال .وأثبتت الإبر الصينية فاعلية قوية فى علاج حالات الصداع الناتج عن التوتر والإجهاد أو تقلص 
عضلات الرقية وتسبب بالإضافة إلى زوال الألم استرخاء العضلات وشعور المريض بالراحة .
  ومهما أختلف الرأي بين الطب الشرقى والطب الغربى فى استخدام وفاعلية الإبر الصينية فإن نتائجها فى حالات الآلام الحادة والآلام المزمنة تغنى عن الدخول فى هذا الجدل ويكفى أنها ليست بالدواء الكميائى ولا تسبب اى مضاعفات ضارة للجسم وغير مكلفة للمريض ويمكن استخدامها لفترة طويلة دون مخاطر الاستخدام المستمر أو الطويل للكثير من الأدوية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة