بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 14 فبراير 2011

امراض الدم


  ثورة مضادة على نقل الدم

  ثورة مضادة على نقل الدم
 
  فى عام 1996 أصدرت الكلية الملكية للجراحين فى إنجلترا كتيبا يذكر فيه الجراحون" أن أخطار نقل الدم تدفعنا إلى أخذ إجراءات بديلة بعين الإعتبار كلما كان ذلك ممكنا" وكان الدافع الرئيسى وراء هذا التحذير هو عدم القدرة على حماية مخزون الدم وفى أوائل 1999 نشرت تسع صحف يومية فى مدينة نيويورك إعلانا "إلى جميع الذين نقل إليهم دم بين يناير 1991 وديسمبر 1996 فى مستشفى فى نيويورك ونيوجيرسى أو أحد منتجاته يحتمل أن يواجهوا خطر الإصابة بإلتهاب الكبد .. وتعليقا على مأساة الدم الملوث التى حدثت فى كندا فى الثمانينات ذكر تقرير كندى عام 1998 أن هناك على الأرجح 60 ألف كندى أصيبوا بفيروس إلتهاب الكبد عن طريق نقل الدم الملوث وهذا يعنى أن 12 ألفا قد يموتون بإلتهاب الكبد المنقول عن طريق نقل الدم و يقدر عدد المصابين بHIV فى فرنسا عن طريق نقل الدم بما يتراوح بين ستة وسبعة آلاف شخص واليوم وبعد تحسن عمليات النقل صار إنتقال HIV نادرا فى البلاد المتطورة لكن منظمة باونس الإعلامية فى لندن تذكر أن إجراءات نقل الدم تسبب 10% من حالات العدوى الجديدة بفيروسHIV فى البلدان النامية وفى الواقع.. وبعد إكتشاف فيروس جديد فى دم المتبرعين فى أوروبا قررت السلطات الصحية الفرنسية تأسيس فريق علمى دائم كما تذكرصحيفة اللوموند الفرنسية والمعروف بإسم الفيروس المتنقل بالدم Transfusion transmitted virus .
  ولا يعرف الأطباء حتى الأن الأثر المرضى الفعلى لهذا الفيروس وقد أظهرت دراسات فى بريطانيا وجود هذا الفيروس فى 25% من المرضى الذين يعانون عدوى خطيرة فى الكبد آتية من مصدر غير معروف وفى الوقت الحاضر لا توجد عملية مسح كشفى موحدة لهذا الفيروس كما تذكر اللوموند وقد ذكرت مجلة تايم فى عدد طبى خاص أن نقل الدم يمكن أن يثبط الجهاز المناعى جاعلا المريض عرضة للعدوى ومبطئا لعملية الشفاء ومطيلا لفترة النقاهة وقد أجمع عديد من الأطباء المشهورين أن الدم المنقول على من كونه مفيد فى بعض الحالات إلا أنه قد ثبت فى النهاية أن له أوجه سلبية وتبقى الجراحة بدون دم هى الجراحة بدون دم هى الرابحة على جميع الأصعدة نتيجة وتكلفة وهناك أكثر من 75 مستشفى فى الولايات المتحدة تعتمد أسلوب الجراحة بدون دم أى بدون إستخدام الدم إطلاقا أثناء العمليات الجراحية حيث يستعيضون عنه بالعديد من الإجراءات الجراحية...

 البحث عن بدائل أقل خطر وتكلفة

  
 
  البحث عن بدائل أقل خطرًا وتكلفة وإستخدام تقنيات خاصة تخفض إلى حد كبير خسارة الدم أثناء العملية الجراحية فيها على سبيل المثال.:

 
السوائل: تستعمل السوائل مثل محلول " لاكتات رنجر، دكستران، هيدروكسى إيثيل النشا وغيرها  للحفاظ على حجم الدم وبالتالى منع الإصابة بصدمة نقص حجم الدم كما يمكن لبعض السوائل والتى هى قيد التجارب أن تقوم بنقل الأكسجين.
 العقاقير: تحث بعض البروتينات التى يجرى إنتاجها بالهندسة الوراثية على إنتاج كريات الدم الحمراء " الأريثروبوتين" والصفائح الدموية " الأنترلوكين-11"ومختلف كريات الدم البيضاء "GM-CS,G-CSF"  وأدوية أخرى تقلل إلى حد كبير خسارة الدم خلال العملية الجراحية مثل " الأبروتينين Oprotinin ومضادات إنحلال الفيبرين antifibrinolytics  أو تساعد على تخفيف النزيف الحاددسموبرسين desmopressin. 

 
مواد بيولوجية توقف النزف بإستعمال ضمادات من الكولاجين والسيليلولورز لإقاف النزف بوضعها مباشرة على المكان المصاب ويمكن لمواد غرائية أو مواد ختم الجروح مصنوعة من الفبرين أن تسد ثقوب الجروح أو تغطى مساحات واسعة من الأنسجة النازفة.
 الأدوات الجراحية: إن بعض الأجهزة تقطع وتختم الأوعية الدموية فى الوقت نفسة ويمكن لبعض الأجهزة الأخرى أن توقف النزيف فى مساحات واسعة من الأنسجة أما أجهزة مناظير البطن فتتيح إنجاز العمليات الجراحية دون خسارة دم.

  وقد طبق الأطباء حتى الأن بنجاح التقنيات التى تغنى عن اللجوء إلى نقل الدم خلال العمليات الجراحية ويذكر أنه يمكن إجراء أهم العمليات الجراحية النسائية وجراحة القلب والأوعية الدموية والعظام والجهاز البولى دون إستعمال نقل الدم أو منتجاته ويقول البروفيسور "لوك مونتابيه" مكتشف فيروس الإيدز إن توسع آفاق فهمنا فى هذا الحقل يظهر أن نقل الدم ينبغى أن يزول يوما ما والجدير بالذكر أن أول عملية نقل دم تمت فى فرنسا فى شتاء 1667 حيث نقل إلى مريض مجنون دم حيوان لكنه مات بعد فترة قصيرة وفى الماضى ظلت فكرة نقل الدم بين مد وجزر فى القرن العشرين حين إكتشف سترات الصوديوم والتى تمنع تجلط الدم السريع فأصبح من السهل نقله إلى أماكن بعيده وشهدت الحرب العالمية الثانية طلبا متزايدا على الدم والأن يسعى الجميع فى البحث عن بدائل أقل خطرا وتكلفة.
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة