بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 20 فبراير 2011

الهدوء الذي يسبق العاصفة




العالم الذي لا يريد أن يتعلم من أخطاء الإنسانية التاريخ الذي يأبى الرضوخ لإذلال هدا العالم اليوم يكتب الحقائق ويسرد الوقائع مهما علت الزوابع وغطت معالم الحقيقة العالم الذي ينتهي في كل دقيقة ويحيى في كل نبض جديد يستمر في إعطاء دورة الحياة معنى للوجود. منذ آلاف السنين وأحداث التاريخ تتوالى تتغير الوجوه والشخصيات لكن المغزى دائما يبقى موحد وصراع الحضارات على نهج متواصل من السلف إلى الخلف صدام الخير بالشر السلام والحرب وعلاقتهم بالدين والقيم الإنسانية كل هاته الصراعات ما زالت على إيقاع الألف ميل لا تنتهي ضربات طبولها ولا تتوقف. وكلما مررنا على حالة عرضية وجدناها أمة بأكملها تعاني من نفس العوارض والمشكلة في البداية في النشأة الأولى كيف بدأت وكيف خطت خطواتها وكيف آكتملت دا ئرتها كيف تعلم فيها الرضيع التخلي عن إحساس الجوع والألم كيف تخلى الجريح عن جرحه وتركه للمجهول كيف نسى العالم أو بالأحرى تناسى أن له واجب على هاته الأرض. لقد تحولت الآدمية إلى ذئاب تعلمت الإفتراس من غير رادع فلم يعد حبل النجاة يتسع للجميع فزاد للطين بله واتسعت رقعة المعمعة فصار الكل ينجدب وراء أوتار الفتن والتفرقة الطائفية تحت ستار الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان العالم الذي لا يريد أن يتعلم من أخطاء الإنسانية اليوم يكتب تاريخه بحروف من دماء الأبرياء فلم يعد لديه مداد ليدون به الحقائق والوقائع ويلات هي من الذل والمهانة وصور المجازر والجرائم أمام مرآى العالم دون صحوة ضمير حي يوقظ تلك الكراسي النائمة عفوا أقصد الهمم المتخادلة العالم الذي لايريد أن يتعلم من أخطاء الإنسانية هدا العالم المتمدن المشرف على دخول الألفية الرابعة بثقافة علمية واسعة هو في الحقيقة لايملك حتى مفتاح تغيير العقول المتحجرة والفكر المريض الذي يأبى أن يكون متحررا من قيود الماضي السحيق الماضي الذي أورثته العادات والتقاليد والتقليد الأعمى. هدا العالم المكبل اليدين الثائر على حافة بركان متقض لا يترك للوسطية والاعتدال أي خيار للحوار الإيجابي أو فرصة للتعبير عن الذات وعن الخيارات المثلىالعالم الذي لا يريد أن يتعلم من أخطاء الإنسانية التاريخ الذي يأبى الرضوخ والإذلال لهدا العالم اليوم يتبرأ من سواده ووساخته لكنه لن يتخلى عن شفافيته ومصداقيته مهما كانت الصعوبات والإعاقات مهما كان شد الحبل عاليا فستبقى حقيقة هدا العالم تاريخه المكتوب على رفوف الأزمان و على أعمار أجياله السابقة واللاحقة الحقيقة دائما ستبقى رمزا للسلام والعدالة والحرية. اليوم الذئاب كثر عددهم والرجال ضعفت همتهم وصعب الحل في نظرهم اختلطت المفاهيم وصار صعبا أن تحل لغز الجاني والسجان والمجني عليه بين آلاف الشهود كلها أصابع اتهام فتشابكت الحقائق بأشباه الوقائع العالم في كل مرة يتغير دوامة حياة لا تتوقف وآلة زمن لاتتعب من الحركة. التاريخ الذي تعلم كل شيئ عن الحياة لكنه لم يعلم العالم كيف يصنع لنفسه إنسانية كونية تتبعها كل خلائق البشرية كل ما تبقى من البشر أجساد بشرية تابعة مقصية خاضعة مجبره كل ما تبقى من العقول سرادب منسية مقفلة منفيه كل ما تبقى من الروح خيط أ بيض بين الحقيقة والمخفي وبين الواضح واللامرئي هدا العالم الذي لايريد أن يتعلم من أخطائه البشرية قبل قرون وبعد سنين قادمة لا يسعه إلا الوقوف للحظات على حافة بركان متقض عندها سيرى ثورته القاتلة كيف تكون جمرا يكوي كل العوالم التي خلق من اجل أن يعمرها لاليفنيها ويخربها فتكون النتيجة حجر وورق وجمر ولهيب ورماد وموت شعار الحياة وصوتها المهيب لكن من غير رايات نصر معلقة تعلم القادم أن هاته أرض الإنسانية لا أرض موت وخراب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة