بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 مارس 2011

هل الحب حلال أم حرام ؟؟؟؟؟


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي الكرام
وسط هذا الخضم الهائل والتركيز الإعلامي والفني والأدبي على أغاني الحب وقصص الغرام وأفلام العشق والهيام، مع تهيئة سائر وسائل الفتنة والجذب بين الطرفين، من اختلاط غير مراقب ولا محدود بين الجنسين في عز سن التوهج الغريزي والعاطفي، وأزياء مغرية فاتنة، وفنون ماجنة وغناء داعر وقدوات فاسدة، وتمجيد للعلاقات المحرمة، وتعسير للزواج وهو المنفذ الطبيعي الحلال لمثل هذه العواطف، مع كل هذا نجد أن أعظم فتنة يتعرض لها الشباب في هذا الزمن هي مشكلة الحب والجنس، سواء بالوقوع فيها، أو بالضغط العصبي الكبير الواقع على الأتقياء منهم في محاولة اجتنابها... 

لا نستطيع أن ننكر ان الحب والانجذاب نحو الجنس الآخر بحد ذاته عاطفة فطرية غريزية زرعها الله تعالى في النفوس البشرية لتحقيق هدف عمارة الأرض وحفظ النوع وترابط المجتمعات..... إلخ.. 

والإسلام –دين الله تعالى الوسطي- لم ينكر هذه العاطفة ولم يقمعها، وإنما وجهها الوجهة الصحيحة، فجعل لها منفذا حلالا يكون تفريغها فيه مثمرا نافعا للمجتمع، بانيا للأسرة مقويا لعلاقات الأفراد فيها، ومعينا لهم على تحمل أعبائهم ومسؤولياتهم فيها، وسهل لهذا الطريق الحلال كل السبل بأن حث الشباب على الزواج إن استطاعو الباءة، وحث أولياء البنات على عدم عضلهن والمسارعة في تزويجهن إذا أتاهن من يرضون خلقه ودينه، وحث على تخفيف المهور.... وووو... وغير ذلك من سبل التسهيل....
ومن ناحية أخرى سد منافذ الحرام... فأمر بغض البصر للطرفين، وأمر المرأة باللباس الساتر، ونهى عن الخلوات، ونهى عن الخضوع بالقول، وعن الحديث بين الجنسين بكلام غير المعروف، وغير ذلك من أبواب سد الذرائع.... 


لقد سألنى احد اصدقائى هل الحب حلال ام حرام فجوابتة كل شي ممكن ان يكون حرام وكل شي ممكن ان يكون حلال فمثلا ممكن الشرب يكون حرام والاكل حرام واللبس حرام والنظر حرام والعمل حرام  والصلاة حرام والحج حرام وكل عمل يعمله الانسان المسلم يمكن ان يكون حرام  اذا خرج  عن نطاقة المشروع فالشرب يحرم اذا كان شرب خمر والاكل ايضا اذا كان اكل لحم خنزير واللبس ايضايمكنة ان يكون حرام اذا لبست المرة لبس تظهر عورتها اما الناس فهذا اللباس حرام  واذا نظرة للمحرمات فالنظر محرم وكذالك العمل اذا عملت بالربا وصالات القمار فهذا العمل حرام  والصلاة اذا صليت لغير الله فقد خرجت من دين الله

اذاً هناك ضوابط وضعها الله لنا نمشي عليها فان اخللنا بهذه الضوابط دخلنا بالمحضور وقس عليها اخوووي كلمتك انت وهي الحب هل هو حرام ام حلال ماذا تريد ان تحب ان كنت تريد انت ان تحب ربك  واهلك وامك وابوك وزوجتك فهذا واجب عليك وان كنت  تحب عشيقة وبنات شات وزميلة بالعمل او فنانة او راقصة فهذا هو الحب الحرام الحرام الحرام 

الدليل(( احلت لكم الطيبات وحرمت عليكم الخبائث ))


ولكنى فكرت ان اضلع عبر الانترنت وابحث على أجابة هذا السؤال فؤاجت عدة أجوية لهذا السؤال وهم كما يلى......رنا..... 

(1)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .......... وبعد :
قال أهل العلم إن المحبة أنواع متعددة... فمنها ما هو حلال نافع بل هو واجب... كحب الفرد لأبيه وأمه وزوجه... ومنها ما هو مستحب كمحبة الفرد لصديقه لله وفى الله وليس لأجل المصلحة الدنيوية... ومنها المحبة الضارة المحرمة شرعا... وهى المحبة التي تقع بين جموع الشباب والفتيات... والذي يطلق عليها أدعياء الحضارة ( الحب العاطفي ) ويطلق عليها علماء الشرع ( عشق الصور ) 
وسماه العلماء بعشق الصور لان العاشق يحفر صورة معشوقه في عقله... وقال علماء الأمة إن الحب العاطفي حرام اذا كان فى بدايته... اى إحساسا يتخلل إلى نفس العاشق... والمقابلات.مة اشد حرمة اذا كان مختلطا بالخطابات الغرامية والمكالمات الهاتفية... والمقابلات ... وقد ينتقل بالعاشق إلى مقام الكفر لان العاشق قد يحب معشوقه أكثر من حبه لله... وها نحن نسمعها على السنة الشباب فها هو احدهم يقول (أنا أعبدك ) وأخر يقول لمعشوقته ( انى أحبها أكثر من كل شيء ) ولا تعجب من ذلك فان ذلك موجود فى أوساط الشباب وعلامته أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على رضاء ربه... وهذا هو حال من وقعوا فى عشق الصور او بالمعنى الشبابي من وقعوا فى الحب العاطفي. 
                               أقوال في الحب العاطفي:- 
قال ابن القيم رحمه الله:- ( إن من المعلوم انه ليس فى عشق الصور مصلحة دينية لا دنيوية بل مفسدته الدينية والدنيوية أضعاف أضعاف ما يقدر فيه من مصلحة) وقال أخر:- ( العشق الحرام سم مميت لأفئدة الكرام ) وقال أخر:- ( العشق الحرام بمنزلة الهادم للأبدان... وان وقعت فيه قتلك وان أكثرت منه قتلك) وانشد أخر قائلا: ( خليلي إن الحب فيه لذاذة... وفيه شقاء دائم وكروب ) وقال صاحب كتاب الكبائر والنساء: (اما العشق الحرام هو أن تعشق المتزوجة رجلا غير زوجها لما له من صفات تثيرها... وأيضا عشق الفتاة البكر التي تعشق رجلا غريبا سواء إن كان مهتما بها او غير مبالي بأمرها فهو كبيرة من الكبائر ) قال ابن حجر الهيثمى: ( العشق إما مباح كعشق الرجل لزوجته او أمته... وأما محرم كمن غلب عليه هوى محرم ) 
        وقال الشيخ حامد العلي في رد على سؤال شبيه بسؤالك ..
      الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : الحب غريزة فطرية في الإنسان ، خلقها الله فيه كما خلق بقية الغرائز ، والحب هو أقوى محركات القلوب ، حتى في توجه الإنسان إلى ربه ، إنما في الحقيقة يحركه الحب ، حب الله تعالى ، وحب نعيم الجنة ، وحب السلامة من عذاب النار. ، ولهذا السبب يبقى الحب في الجنة ، ويزول الخوف والرجاء ، مع أن هذه الثلاثة مجتمعة هي التي تحرك الإنسان للعمل الصالح ، ولكن الحب أقواها ، فيذهب الخوف في الجنة ، لان الله تعالى يعطي أهلها الأمان ، ويذهب الرجاء لان الإنسان يكون قد حصل على ما كان يرجوه ، فيتوقف رجاؤه ، اللهم إلا رجاء البقاء والاستمرار في النعيم . وحتى يذهب الله تعالى عنهم كدر رجاء الخير المتوقع ، لان انتظار ذلك فيه نوع من انزعاج النفس واضطرابها ، يعجل لهم البشرى بالخلود في الرضوان ، قال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة: فيقولون: لبيك ربنا وسعديك! والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني,فلا أسخط عليكم بعده أبداً متفق عليه من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه . والمقصود أن الخوف والرجاء يذهبان ، 
ويبقى الحب في الجنة ، بل هو أعلى نعيم الجنة ،فحب الله تعالى وكماله بالنظر إلى المحبوب ، هو أعلى نعيم الجنة ، وإذا نظر أهل الجنة إلى الله تعالى ، صاروا في سعادة أكبر من كل ملذات جنات النعيم ، ولهذا قـــــــــــال تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) فقدم الجار والمجرور للحصر ، كأن الوجوه عميت عن كل شيء في الجنة من النعيم ، فلاترى إلا وجه الله تعالى ، وصح في الحديث ( فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى وجه الله تعالى ) رواه مسلم . والحاصل أن الحب غريزة خلقها الله في الإنسان ، ولهذا لم يحرم الله تعالى على عباده أن يحبوا ، ولكنه أمرهم أن يحبوا ما ينبغي أن يحب ، ويبغضوا ما ينبغي أن يبغض ، بمعنى أن يوجهوا هذه الغريزة إلى الخير ، كما هو شأن جميع أوامر الله تعالى ، يرشد عباده أن يوجهوا غرائزهم إلى الخير ، لا أن يتجاهلوها أو يكبتوها ، مثل الغريزة الجنسية ، يأمرنا الله تعالى بالنكاح المشروع ، لتوجيه هذه الغريزة إلى الخير ، 
قال تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) وقال صلى الله عليه وسلم ( تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم) رواه أبو داود ، وحرم الله تعالى السفاح لانه وضع الغريزة في الشر والفساد ، لا الخير والرشاد . وكذلك الحب يأمرنا الله تعالى أن نوجه هذه الغريزة الفطرية توجيها صحيحا ، فنحب إذا أحببنا في الله تعالى ، ونبغض إذا أبغضنا في الله ، وإذا أحب الرجل امرأة جعل حبه في إطار ما يرضي الله تعالى ، فيحمي هذه الحب من نزوات الشيطان ، ومن مخالفة الرحمن ، فلا يعصي الله تعالى في هذه العلاقة ، ولا يخلو بالمرأة ، ولا يتلذذ برؤيتها وسماع صوتها ويأنس بذلك ، وهي ما زالت أجنبية عنه في حكم الله تعالى ، وإن كان يحترمها حقا ، فليترفع عن معصية الله فيها. وإن كان يحبها حقا ، فليطهر حبه من جعله وسيلة للوقوع فيما يسخط الله ، فليجعل الله تعالى رقيبا عليه ، وليسأل الله تعالى أن يجمع بينهما على رضوانه ، فيخطبها ويتزوجها ، ثم يحل له منها ما يحل بين المحبين من إتصال الأجساد في مرضاة الله تعالى ، الذي يؤكد وصال الأرواح الملتقية على تقوى الله . هكذا يأمر الله تعالى بتوظيف الحب توظيفا في رضاه كما قال صلى الله عليه وسلم : ( وفي بضع( مجامعة الزوجة ) أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام أليس كان يكون عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر) رواه مسلم من حديث أبى ذر رضي الله عنه . وكل غرائز الانسان للشيطان فيها مدخل ، وعلى العاقل أن يبصر كيد الشيطان ، ويحمي عواطفه من أن تكون صيدا سهلا لابليس ، وكم أردى الشيطان من بني الانسان ، في مكيدة الحب والعشق ، فزين لهم أن الوصال بالمحبوب لا شيء فيه ، فحمل المحبين ذلك إلى الأنس بالحديث من وراء ستر ، بالهاتف أو الإنترنت ، حتى إذا امتلأ القلب وانشغل بهذا البلاء ، انتقل بهما إلى اللقاء ، ثم إلى اللمس والتقبيل ، ثم دنس المحبين بقذارة الفواحش ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلـــــم ( ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) رواه الترمذي من حديث عمر رضي الله عنه . والخلاصة أن الفتى إن أحب فتاة ، أو الفتاة إن أحبت فتى ، والرجل إن أحب امرأة ، أو العكس ، فليعلما أن الله تعالى الذي جعل فيهما هذه الغريزة ، أمر أن يجعلها الانسان في مرضاة الله تعالى ، لا في سخطه ، فقد تقود هذه الغريزة الانسان إلى الخير والسعادة ، وقد يقوده الشيطان بها إلى الشر والتعاسة ، والمعيار هو في ضبط هذه الغريزة بأوامر الله تعالى وإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم . فإن فعل ذلك واتقى الله في حبه ، وفي علاقته بالمرأة التي يحبها ، فليكف عن الحديث معها ــ إلا ما كان لابد منه في شأن الخطبة والزواج ــ وليتقدم إلى خطبتها فإن رضوا به ، كان بينهما موعد لقاء المحبين ، على مرضاة رب العالمين ، بالزواج على كتاب الله وسنة سيد المرسلين ، وإن طال الزمن ،بين الخطبة والزواج ، فليصبر ، وليجعل تقوى الله بين عينيه ، وليكن طلب مرضات الله في كل سكناته وحركاته في شغاف قلبه . وإن لم يرضوه زوجا لمن يحب ، أو حال بين الزواج بينهما أمر ما ، فليتعفف ويصبر ، ويعلم أن هذه محنة ابتلاه الله بها ، لينظر هل حبه لله أعظم من كل محبوب ، فليصبر إذن على قدر الله ، وليرض بقضائه !! والسعيد من نجا من البلاء بالأمر المحمود ، وكان حب الله في قلبه غاية المقصود . هذا لمن يريد أن يكون محبا لله معظما لامره ، وهذا لمن يريد أن يكون محبا عفيفا متقيا ربه في محبوبه ، أما من يريد أن يتبع نزوات الشيطان ، وتتحكم فيه الشهوة واللذة ، فكلما اشتهى الوصال بالمحبوب ، اتصل وأمتع سمعه بصوته ، وقلب نظره في صورته ، وتلذذ بأنس حديثه ، فما هذا إلا أول تلبيس إبليس ، هذا طريق أوله معصية ، وآخره خيبة ، فلا والله ، ثم والله ، ليس هذا في مرضاة الله في شيء ، فأفيقوا أيها العشاق من سكرة الشيطان ، أفيقوا قبل فوات الأوان


(2)
                                                                          

هل الحب حلال أم حرام ؟

الجواب: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
الحب اللأرادي ( غير الإختياري ) جائز إذا انحصر في هذا الحد و لم يتعدى الى النظر أو اللمس المُحرَّم ، أو المحادثات المحرَّمة 
بالنسبة الى الحكم الشرعي للحُب و الذي هو إنجذاب القلب بصورة غير إرادية نحو المحبوب من الجنس الآخر ، و ما قد يرافقه من أنواع التمنيات و الآمال المُحللة شرعاً ، كأن يتمنى الحبيب أن تصبح محبوبته شريكة حياته من خلال زواج شرعي ، فهذا النوع من الحب جائز لا إشكال فيه إن توقف عند هذا الحد ، و ما لم يتعدى الى النظر أو اللمس المُحرَّم ، أو المحادثات المحرَّمة .
و لعل الصحيح أن هذا النوع من الحُب ـ البريء من الحرام ـ ليس له مصداق في الواقع الخارجي إلا نادراً ، ذلك لأن أغلب ما يجري بين الجنسين في العصر الحاضر ليس من هذا القبيل ، بل هو علاقة جنسية شبه متكاملة ملؤها الإفتتان و الإثارة و الشهوة المحرمة ، و نتيجته الإنزلاق الى مهاوي الرذيلة و الفساد ، و هذا النوع من الحب حرام يجب الإبتعاد عنه .
لكن ليس المقصود من قولنا هذا أن الإسلام يخالف الحُب و يُحرِّمَه بصورة مطلقة ، و ذلك لأن الحُب في واقعه أمر غريزي و فطري و آية من آيات الله المهمة ، جعله الله عزَّ و جلَّ بين الجنسين سبباً لإستمرار النسل البشري و استقراره و راحته و سدِّ حاجته ، و رفع النقص و الحرمان عن الجنسين بواسطة إنشداد كل منهما الى الآخر لكن بالطرق المشروعة ، قال الله عزَّ و جلَّ : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ، ( سورة الروم : الآية : 
التحادث عبر الهاتف بين الجنسين غير المَحارم جائز فيما لو كان الحديث المتبادل بينهما حديثاً عادياً خالياً عن المغازلة و الغرام و الجنس ، فتجوز المحادثات العلمية أو التجارية أو المَعرفيَّة الخالية عن الغرام و الجنس مالم يخش الإنسان على نفسه من الانجرار إلى المحادثات الغرامية المُحرَّمة .


التكاتب و التحادث عبر شبكة الأنترنيت ( الشات ) بين المرأة و الرجل غير المَحرَمَين جائز فيما لو كان حديثاً عادياً خالياً عن المغازلة و الغرام و الجنس ، فتجوز المحادثات العلمية أو التجارية أو المَعرفيَّة الخالية عن الغرام و الجنس مالم يخش الإنسان على نفسه من الانجرار إلى المحادثات الغرامية المُحرَّمة .
فبناءً على ذلك فالملاك في حرمة أو جواز هذه المحادثات و المكاتبات هو نوع الحديث المطروح في غرف المحادثة ، سواءً عَرِفَ المتحادثون بعضهم أم لم يعرفوا .
لكن التجربة العَمَلية في عصرنا الحاضر تدل على أن غالب المحادثات المتصفة بالبراءة في بدايتها ! التي تتم عبر شبكة الانترنيت تؤدي ـ في الغالب ـ إلى الانزلاق في مهاوي الأحاديث المحرمة ، و تَصُدُّ الشباب عن سلوك سبيل الخير و الصلاح ، و تكون سبباً لتفكك العوائل و إرتكاب المعاصي و الذنوب الكبيرة بل الجرائم ، و تجلب الويلات و المأسي .
لهذا فاننا ننصح الإخوة المؤمنين و الأخوات المؤمنات بالإبتعاد عن البرامج و المواقع المشبوهة الشيطانية التي تحاول اجتذابهم نحو الرذيلة و الفساد بمختلف الوسائل و الأساليب ، و نحذِّرَهم من المكائد المتنوعة و الخطيرة التي أعدَّها الأعداء لشبابنا و شاباتنا بهدف تمييعهم و إهدار طاقاتهم الثمينة ، لإضعاف الأمة الإسلامية و منعها عن التقدم و الرقي .
هذا و لا ننكر بأن ضبط النفس و مخالفة الهوى و عدم الاستسلام للإغراءات الكثيرة و المتزايدة ليس بالأمر السهل ، لكن بالإستعانة بالله جَلَّ جَلالُه و التوكل عليه يكون الأمر سهلاً .
قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ ... وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ... ﴾ 



(3)

الحب ... حلال أم حرام
كثيرا ما يسأل الشباب هل الحب حلال أم حرام ؟ وفي الواقع هناك إجابات كثيرة عن هذا السؤال ولقد آثرت أن أختار لكم فتوى لأحد العلماء وهو الشيخ عطية صقر رحمه الله .
وسئل رحمه الله : هل الحب حلال أو حرام ؟.
أجاب : يقول الله سبحانه { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } آل عمران : 31 ، ويقول فيما رواه مالك فى الموطأ  " قال الله تعالى : وجبت محبتى للمتحابين فى ، والمتجالسين فى، والمتزاورين فى " ويقول فيما رواه البخاري " الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " .
الحب فى دنيا الناس تعلق قلبى يحس معه المحب لذة وراحة ، وهو غذاء للروح ، وشبع للغريزة ، ورى للعاطفة ، أفرده بالتأليف كثير من العلماء الأجلاء ، ومن جهة حكمه فإنه يعطى حكم ما تعلق به القلب فى موضوعه والغرض منه ، فمنه حب الصالحين ، وحب الوالد لأولاده ، وحب الزوجين ، وحب الأصدقاء ، وحب الولد لوالديه ، والطالب لمعلمه ، وحب الطبيعة والمناظر الخلابة والأصوات الحسنة وكل شىء جميل .
 ومن هنا قال العلماء : قد يكون الحب واجبا ، كحب الله ورسوله ، وقد يكون مندوبا كحب الصالحين ، وقد يكون حراما كحب الخمر ولجنس المحرم ، وأكثر ما يسأل الناس عنه هو الحب بين الجنسين ، وبخاصة بين الشباب ، فقد يكون حبا قلبيا أى عاطفيا ، وقد يكون حبا شهويا جنسيا ، والفرق بينهما دقيق ، وقد يتلازمان ، ومهما يكن من شىء فإن الحب بنوعيه قد يولد سريعا من نظرة عابرة ، بل قد يكون متولدا من فكر أو ذكر على الغيب دون مشاهدة ، وهنا قد يزول وقد يبقى ويشتد إن تكرر أو طال السبب المولد له.
وقد يولد الحب بعد تكرر سببه أو طول أمده ، وهذا ما يظهر فيه فعل الإنسان وقصده واختياره ، ومن هنا لابد من معرفة السبب المولد للحب ، فإن كان من النوع الأول الحادث من نظر الفجأة أو الخاطر وحديث النفس العابر فهو أمر لا تسلم منه الطبيعة البشرية ، وقد يدخل تحت الاضطرار فلا يحكم عليه بحل ولا حرمة ، وإن كان من النوع الثانى الذى تكرر سببه أو طالت مدته فهو حرام بسبب حرمة السبب المؤدى له .
وإذا تمكن الحب من القلب بسبب اضطر إليه ، فإن أدى إلى محرم كخلوة بأجنبية أو مصافحة أو كلام مثير أو انشغال عن واجب كانحراما ، وإن خلا من ذلك فلا حرمة فيه ، والحب الذى يتولد من طول فكر أو على الغيب عند الاستغراق فى تقويم صفات المحبوب إن أدى إلى محرم كان حراما ، وإلا كان حلالا، وما تولد عن نظرة متعمدة أو محادثة أو ما أشبه ذلك من الممنوعات فهو غالبا يسلم إلى محرمات متلاحقة ، وبالتالى يكون حراما فوق أن سببه محرم .
وعلى كل حال فأحذر الشباب من الجنسين أن يورطوا أنفسهم فى الوقوع فى خضم العواطف والشهوات الجنسية ، فإن بحر الحب عميق متلاطم الأمواج شديد المخاطر، لا يسلم منه إلا قوى شديد بعقله وخلقه ودينه ، وقَلَّ من وقع فى أسره أن يفلت منه ، والعوامل التى تفك أسره تضعف كثيرا أمام جبروت العاطفة المشبوبة والشهوة الجامحة .
وبهذه المناسبة طُرِحَ هذا السؤال : أنا فتاة من أسرة متدينة ، ولكن شعرت بقلبى يشد إلى شاب توسمت فيه كل خير، ولا أدرى إن كان يشعر نحوى بما أشعر به ، فهل هذا الحب يتنافى مع الدين ؟ .
إن الحب إذا لم يتعد دائرة الإعجاب ولم تكن معه محرمات فصاحبه معذور ، ولكن إذا تطور وتخطى الحدود فهنا يكون الحظر والمنع ، وإذا كان للفتاة أن تحب من يبادلها ذلك والتزمت الحدود الشرعية فقد ينتهى نهاية سعيدة بالزواج ، وإذا كان للزوجة أن تحب فليكن حبها لزوجها وأولادها ، إلى جانب حبها لأهلها ، لكن لا يجوز أن يتعلق قلبها بشخص أجنبى غير زوجها ، تعلقا يثير الغريزة ، فقد يؤدى إلى النفور من الزوج والسعى إلى التفلت من سلطانه بطريق مشروع أو غير مشروع ، والطريق المشروع هو الطلاق مع التضحية بما لها من حقوق ، وهو ما يسمى بالخُلْع ، فقد جاءت امرأة ثابت بن قيس ابن شماس - وهى حبيبة بنت سهل أو جميلة بنت سلول - إلى النبى صلى الله عليه وسلم تقول له : إن زوجها لا تعيب عليه فى خلق ولا دين ، ولكنها تكره الكفر فى الإسلام ، لأنها لا تحبه لدمامته ، وقد جاء فى بعض الروايات أنها رأته فى جماعة من الناس فإذا هو أشدهم سوادا ، وأقصرهم قامة ، وأقبحهم وجها ، فردت إليه الحديقة التى دفعها إليها مهرا وطلقها. رواه البخارى وغيره .
أما أن تستجيب الزوجة إلى صوت قلبها وغريزتها عن غير هذا الطريق فهو الخيانة الكبرى التى جعل الإسلام عقوبتها الإعدام فى أشنع صوره ، وهى الرجم بالحجارة حتى تموت ، فلتتق اللّه الزوجة ، ولا تترك قلبها يتعلق بغير زوجها تعلقا عاطفيا ، ولتحذر أن تذكر اسم من تحب أو تتحدث عنه أو تظهر لزوجها أى ميل نحوه ، حتى لو كان الميل إعجابا بخلق ، فإن الزوج يغار أن يكون فى حياة زوجته إنسان آخر مهما كان شأنه ، والله سبحانه جعل من صفات الحور العين ، لتكمل متعة الرجال بهن ، عدم التطلع إلى غير أزواجهن فقال فيهن {فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } الرحمن : 56 ، وقال تعالى { حور مقصورات فى الخيام } الرحمن : 72 ، وذلك لتحقق الزوجة قول الله تعالى { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } الروم : 21 .
وأنتهز هذه الفرصة وأقول للفتاة غير المتزوجة ، إذا ربطت علاقة الحب بين فتى وفتاة واتفقا على الزواج ينبغى أن يكون ذلك بعلم أولياء الأمور، لأنهم يعرفون مصلحتهما أكثر ، ولأن الفتى والفتاة تدفعهما العاطفة الجارفة دون تعقل أو روية أو نظر بعيد إلى الآثار المترتبة على ذلك ، فلابد من مساعدة أهل الطرفين ، للاطمئنان على المصير وتقديم النصح اللازم ، مع التنبيه إلى التزام كل الآداب الشرعية حتى يتم العقد، فربما لا تكون النهاية زواجا فتكون الشائعات والاتهامات . والدين لا يوافق على حب لا تُلتزم فيه الحدود .
       
كان هذا هو كلام الشيخ عطية صقر رحمه الله والذي فيه من الحكم من فيه وأحب هنا أن أضيف عدة ملاحظات بسيطة :
أولا : ليس كل من أحب يصلح للزواج فهذا شيء وهذا شيء آخر .
ثانيا : ليس كل من قال أنه يحب صادق فيما يقوله فربما هو يشتهي فقط أو يريد الإيقاع بالفتاة لغرض شهواني .
ثالثا : إن صلح الحب صلح الفعل .
رابعا : لا يجوز أبدا لمن يحب أن يخبر من يحبها بحبه لها أو العكس فهذا من المحرمات وعليهم أن يتقوا الله في أنفسهم ولننظر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لم ير للمتحابين مثل النكاح) رواه ابن ماجة ، فالزواج هو السبيل الوحيد لكل من أحب .
خامسا : لكل فتاة أقول لها لو أن الشاب الذي يزعم أنه يحبك رضي لك مالا يرضاه أخته فاعلمي أنه يخدعك ولا يحبك .
سادسا : ما فرطت فتاة في نفسها إلا وزهد فيها الشاب الذي فرطت في نفسها لأجله وهذه قاعدة عامة فإياك والتفريط في دينك وعرضك .
سابعا : إن أحببت ولم تك قادرا على الزواج فاصبر ولا ترتكب شيئا من الحرام فإن كانت من أحببتها زوجتك التي كتب الله لك فإنك ستنالها ولن ينالها غيرك فاطمئن واقرأ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول ( أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم ) رواه ابن ماجة ، فأحسن طلبك لرزقك وخذه بالحلال واعلم أن الزوجة رزق .
ثامنا : نجد كثير من الشباب والفتيات من يجعل من الحب قضية حياة أو موت فهو يستيقظ يحب ويمشي يحب وينام يحب وكل حياته حب في حب وأقصد أن كل قلبه مشغول بحبيبه وهذا بلاء عظيم لأنه لا شك ينشغل عن طاعة الله وحب الله والتقرب لله فلتحذر ولا تجعل الحب يصرفك عما هو أهم وأفضل فالأصل أنك خلقت لعبادة الله وليس لتحب هذه أو تلك وذلك ما تبثه الأغاني والمسلسلات والأفلام في نفوس الشباب وتربيهم عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة