بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 2 مارس 2011

الثـورة والشـباب والـمجتمع المدنى

كان لى حظ حضور دورة تدريبية حول فن المناظرة تحت إشراف منظمة المؤتمر الإسلامى الأمريكى بقيادة الشابة المصرية داليا زيادة والتقيت بشباب مصرى فى العشرينيات من العمر فى أرقى مراحل النضج السياسى والاجتماعى بمشاكل وهموم البلد.. هذا هو البناء الحقيقى للبلد.

فكرة التنمية البشرية وصقل المواهب الشبابية وتربيتها بشكل سوى على مختلف الأصعدة هذا هو البناء الحقيقى.

الشباب تحدثوا وتحدثوا حول هموم مصر ما قبل وما بعد 25 يناير.. والجميع اتفق على أن الثورة هى شهادة ميلاد جديدة لوطن جديد وأكثر فعالية.. وكما قال أحدهم: الاختلاف يثرى، فإن الاختلاف فى وجهات النظر هو ثراء للأفكار البناءة للوطن.

وكما قال المحاضر أحمد أبو المجد: إن الحوار أو النقاش أو الاختلاف مقدمة للتطوير، وبناء عليه جرت مناظرة مميزة بين الشباب حول إمكانية استمرار وزارة الفريق أحمد شفيق وكنت أنا المتحدث الرسمى لتلك المجموعة ومتبنى قضيتها، وعلى الضفة الأخرى كان الفريق الآخر متسلحاً بأسباب عديدة لحتمية تغيير الفريق أحمد شفيق.. لكننا اتفقنا على نقاط عدة المهم منها.. أن الفريق أحمد شفيق رجل نزيه وله كاريزما واضحة فى الشارع المصرى.. وأنه رئيس وزراء مميز وحكومته لتسيير الأعمال وليس لديها نفوذ سياسى، لأنها لن تمارس الإشراف على الانتخابات القادمة، وأن الاقتصاد المصرى لا يتحمل هزات أخرى ولا نريد الصدام مع الجيش أو الوقيعة بين الشباب والجيش فى التحرير وغيره.

كانت وجهة النظر الأخرى تحمل الفريق شفيق وزر أنه رئيس وزراء لرئيس سابق تم خلعه، وهناك تخوف من عودة الشبح.. وكما قلت هناك أوقن بأن لا أشباح لثورة بقوة ثورة 25 يناير ولا ذيول للنظام أو غيرها يستطيع وأد الثورة.. والقضية ليست شخصنة مع شفيق أو غيره.. نحن فقط نريد تسيير أعمال البلد حتى تمشى القطارات وتفتح المدارس وتتقدم عجلة الاقتصاد وتتحرك البلد خطوة اقتصادية للأمام ثم يتغير شفيق وغيره عندما تكون لدينا انتخابات حرة ومجلس شعب منتخب من الشعب.

كل ما نريده هو فرصة للعمل مع مراقبة كل ما يحدث على الساحة السياسية، وبغض النظر عن نقاط الاتفاق أو الاختلاف.. أعجبنى وبشدة الوعى السياسى الكبير لدى الشباب المصرى الذى سوف يحمل شعلة الثورة المصرية فى كل نواحى الحياة فى مصر.. وسعدت للغاية بالنشاط المعرفى للمجتمع المدنى وتوغله بين عقول شبابنا.

جدير بالذكر أن هناك جروبا رائعا أطلقة طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسة فى جامعة القاهرة لمحو الأمية السياسية، خاصة فى القرى المصرية.. والكثير من الخطوات السياسية الرائعة بدأ شبابنا فى إطلاقها ورعايتها.. هذا هو البناء الحقيقى..

بناء الإنسان المصرى وجدانيا وسياسيا ومعرفيا..
بناء الفلاح المصرى ليعرف حقوقه وواجباته..
بناء العامل المصرى ليعرف ما له وما عليه..
بناء الشباب المصرى بسواعد فكرية تبحث دوما عن السؤال ولا تكف عنه.. إن السؤال هو جوهر المعرفة، والمعرفة هى جوهر الفلسفة، والفلسفة هى جوهر ما نعيشه من متغيرات..

إن مصر تحتاج كل حبة عرق وكل فكرة طيبة وكل مبادرة محترمة..
شكرا للمجتمع المدنى..
شكرا للشباب المصرى الواعى الذى سعدت به..

شكرا لثورة يناير التى أحدثت ثورة وأملاً كبيراً فى قلوبنا نحو غد أكثر إشراقاً وجعلتنى أقابل تلك النماذج الثورية الرائعة من شباب أم الدنيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة